نصحتك فالتمس باريك غيري ... طعاماً إن لحمي كان مرا
فلما ظن أن الغش قولي ... وخالفني كأني قلت هجرا
مشى ومشيت من أسدين راما ... مراماً كان إذ طلباه وعرا
هززت له الحسام فخلت أني ... هززت به لدى الظلماء فجرا
بحاله راها لما كدبته ما مننه ... عدرا
فخر مضرجاً بدمٍ كأني ... هدمت به بناءً مشمخرا
وقلت له يعز علي أني ... قتلت مناسبي جلداً وقهرا
ولكن رمت شيئاً لم يرمه ... سواك فلم أطق يا ليث صبرا
تحاول أن تعلمني فراه ... لعمر أبي لقد حاولت نكرا
فلا تجزع فقد لاقيت حرا ... يحاذر أن يعاب فمت حرا
588 - فصل
قال حنبلي: إذا تلمح العاقل كلام رسول الله صلع لأصحابه، علم أنه أعطى كل واحد على مقداره، وما يصلح به وله. نحو قوله لبلال: أنفق بلال، ولا تخش من ذي العرش إقلالاً. وقوله لأبي بكر: ما تركت لأهلك؟ قال: الله ورسوله. وقال لعمر: ما تركت؟ قال: تركت ثلثي مالي. وروي: نصف مالي. وقال لابي لبابة لما انخلع من ماله: يجزيك من ذلك الثلث الثلث؛ والثلث كثير. لئن تدع ورثتك أغنياء، خير