مدر؛ وبتكرر الأمطار والشموس، حجر. فالإنسان، بما هو صورة مخصوصة وصفات مخصوصة، فاسد قليل اللبث؛ وبما هو حجر، طويل اللبث. فبان صحة ما ذكرت، وهذا الذي أردت.
ثم قال: وهل لنا إلا هذه الكرة الطين، فهي التربة للزرع، وهى أجساد الحيوانات، وهى الإزهار والنباتات، وللشمس والهواء والماء إمدادات وإعانات. فالصور المختلفة، والصفات مستحيلة، والأصول بما هي أصول باقية لابثة. فإن كانت نياحة من ينوح على الصور والأشكال، فحق له أن ينوح على قلة اللبث وقصر زمان البقاء والمكث. فأنا مصيب في قولي ((الإنسان هو الحجر)) كإصابتي في قولي ((الخل والخمر هو عصير العنب، )) حيث كانت العين واحدة. وتأسفك إصابة أيضا حيث تلهفت على فساد ما كان الإنسان به إنسانا. فهو بما هو إنسان غير لابث، وبما هو حجر لابث. فالتأسف إذا على الصورة والهيئة.
299 - وذكر آخر في بعض بروزنا إلى المقابر والصحراء: هل الجسد ||بعد الموت منتفع أو مستضر؟
فقال بعض القوم: هو بحكم ما صار جزءا له، وهي الأرض. فما يتسلط على الأرض من إنبات أو يبس أو خصب أو جدب تسلط عليه. وما انتفى عن الأرض، فهو منتف عنه. هذا بحكم البرهان العقلي، حيث