قال أحمدُ: وقال غيره: زال ذلك الهمُّ زوالها، دعا عليها أن يزول الهمُّ معها حيث زالت. انتهت الحكاية عن احمد بن يحيى.

القول في ذلك: أنَّ هذا في قول من نصب النهارَ يجوز أن يكون إشارةً إلى أحد أربعة أشياء:

أحدها: أن يكون إشارةً إلى الارتحال، كأنه لما قال: رحلت غدوةً، قال: هذا الارتحال بدا لها النهار.

ويجوز أن يكون إشارةً إلى ما، أو إلى ضميره الذي في بدا من قوله:

فما تقول بدا لها.

ويجوز أن يكون إشارةً إلى البداء الذي دلَّ عليه بدا.

ويجوز أن يكون إشارةً إلى الهمِّ، كأنه: هذا الهمُّ بدا لها من همِّها. أي من همومها، فيكون (من همِّها في موضع نصبٍ على الحال.

والهمُّ لا يخلو من أحد أمرين: إمّا أن يكون الهمُّ، الذي هو العزمُ على الشيء، كقوله:

هممتُ ولم أفعلْ وكدتُ وليتني

أو الهمُّ الذي بمعنى الغمِّ، كقوله:

وهمٍّ لنا منها كهمِّ المخاطرِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015