المعنى: خلَّت الوليدةُ سبيلَ أتيٍّ، كان يحبسُ ماءه، فحذف المضافَ، ففاعل يحبسُ ضميرٌ، يعودُ إلى الضَّمير، الذي في كان، وذلك الضَّميرُ يعودُ إلى سبيل الأتيّ، ويدلُّك على حذف المضاف، أن السَّبيلَ يحبسُ ماءَ الأتيِّ، لا الأتيَّ، والأتيُّ: جدولُ الماءِ. قال الأصمعيُّ: أتِّ لمائك، أي اجعلْ له أتيَّاً.

وفاعلُ يحبسُ السَّبيلُ، كأنَّ السَّبيلَ يحبس الماءَ، لانطمامه.

وقالوا في قوله: ورفَّعته: هو من قولهم: ارتفع إليَّ، أي تقدَّمْ، ورفعته إلى الوالي، وليس يريدُ الارتفاعَ، الذي هو علوٌّ.

وقال أبو ذؤيبٍ:

إذا نهضتْ فيه تصعَّدَ نفرها ... كقترِ الغلاء مستدرّاً صيابها

فاعلُ تصعَّد ما تضمرُ ممَّا دلَّ عليه قوله: نهضتْ، أي إذا نهضتْ فيه تصعَّد نهوضها، على نفرها، من قولك: تصعَّدني الأمرُ، أي شقَّ عليَّ، وشبَّهها في ذهابها وسرعتها، بالقترِ، وهي القطبةُ التي يرمى بها الهدف، والواحدةُ: قترةٌ.

ومستدرّاً: منقلباً، ليس بمستريح.

صيابها: قصدها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015