والآخرُ: أن تكونَ نفياً، كأنه قال: ما يردُّ سؤالي، أي جوابَ سؤالي، دمنةٌ، فالدِّمنةُ فاعلُ قوله: تردُّ، ومثل هذا قوله:

وقفنا فسَّمنا فردَّتْ تحيَّةً

إنما هو: جوابَ تحيّةٍ، وكذلك قوله تعالى: (فحيُّوا بأحسنَ منها أوْ ردُّوها) أي ردُّوا جوابها.

وقد قيل في قوله: فردَّت تحيَّةً قولان، أحدهما: ردَّت التحيّة، أي لم تقبلها، والآخر: ردّتْ تحيّةً، أي ردَّت جوابها، كما تقدَّم، وذلك لما رأينا في وجهها، من البشاشة، وإن لم تكلَّمْ.

فالتقدير: وما يردُّ جوابَ سؤالي دمنةٌ، فالبيتُ على هذا مضمَّنٌ أيضاً، لأنَّ الفاعلَ الذي هو دمنةٌ فعله في البيت الذي هو قبلَ البيت الثاني، فيجوز أن تقول: وما تردُّ، فتؤنِّث، على لفظ الدِّمنة، وتذكِّر، على المعنى.

وقال ابنُ حلِّزة:

وبعينيكَ أوقدتْ هندٌ النارَ أخيراً تلوي بها العلياءُ

قيل في العلياء قولان، أحدهما: أنه أراد بالعلياء، العالية، وهي الحجازُ، وما يليه من بلادِ قيسٍ وغيره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015