دويهيةٌ تصفرُّ منها الأناملُ
فاصفرارُ الأناملِ يكون من أكبر الدَّواهي، لأنه يحدث عندَ الموت، وهذا يدلُّ على أنَّ التَّحقيرَ قد يعنى به تعظيمُ الأمرِ.
فإن قلتَ: ما تنكرُ أن يعنى: كفيتُ الخلَّةَ الهيِّنة، فكيفَ بما فوقها؟
فإنّض ذلك يبعد، لأنه قد قال: جانيها، والأمرُ الهيِّنُ لا يكاد يسمَّى فاعله جانياً، ومع ذلك فإنه قد حذفت الصِّلةُ، وهذا الحذفُ إنما يكون لتفخيمِ الأمر، وأنَّ عظمه معروفٌ، ومثلُ ذلك حذفُ الأجوبة، في نحو: (ولو ترى إذِ الظَّالمون في غمراتِ الموتِ).
ويقرب من هذا التحقير والتقليل، أنه يرادُ به الكثرةُ، قوله:
قد أتركُ القرنَ مصفرَّاً أناملهُ ... كأنَّ أثوابه مجَّتْ بفرصادِ