ومن الرؤيا الظاهرة ما رواه الإمام أحمد وابن ماجه وابن حبان في "صحيحه" والبيهقي في "دلائل النبوة" عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه أن رجلين من بليّ قدما على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان إسلامهما جميعًا فكان أحدهما أشد اجتهادًا من الآخر فغزا المجتهد منهما فاستشهد ثم مكث الآخر بعده سنة ثم توفي. قال طلحة: فرأيت في المنام بينا أنا عند باب الجنة إذا أنا بهما فخرج خارج من الجنة فأذن للذي توفي الآخر منهما ثم خرج فأذن للذي استشهد ثم رجع إليّ فقال: ارجع فإنك لم يأن لك بعد. فأصبح طلحة يحدث به الناس فعجبوا لذلك فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحدثوه الحديث فقال: «من أي ذلك تعجبون؟» فقالوا: يا رسول الله هذا كان أشد الرجلين اجتهادًا ثم استشهد ودخل هذا الآخر الجنة قبله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أليس قد مكث هذا بعده سنة؟» قالوا: بلى، قال: «وأدرك رمضان فصامه وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة؟» قالوا: بلى، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «فلما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض» وروى الإمام أحمد عن طلحة رضي الله عنه قريبًا منه في المعنى وفي آخره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ليس أحد أفضل عند الله من مؤمن يعمّر في الإسلام لتسبيحه وتكبيره وتهليله» ورجال هذه الرواية والرواية التي قبلها كلهم ثقات.
ومن الرؤيا الظاهرة رؤيا ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان بيده قطعة استبرق يطير بها في الجنة، والحديث بذلك رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم والترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: رأيت في المنام كأن بيدي قطعة استبرق ولا أشير بها إلى مكان من الجنة إلا طارت بي إليه فقصتها حفصة على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «إن أخاك رجل صالح» أو: «إن عبد الله رجل صالح». قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
ومن الرؤيا الظاهرة رؤيا ابن عمر رضي الله عنها أنه ذُهب به إلى النار ثم صرف عنها. والحديث في ذلك رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم وابن ماجه عن سالم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان الرجل في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى رؤيا قصها على النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فتمنيت أن أرى رؤيا فأقصها على النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: وكنت غلامًا شابًا عزبًا فكنت أنام في المسجد