بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ومن نزغات الشيطان وتضليله، ومن تحزينه في النوم وتهويله.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الذي جعل البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لأوليائه المؤمنين المتقين فقال تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [يونس: 62 - 64].
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله خاتم الأنبياء والمرسلين، أرسله الله رحمة للعالمين، فبلَّغ الرسالة وأدَّى الأمانة ونصح الأمة ودلهَّم على كل خير، وحذَّرهم من كل شر، وتركهم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، وكان مما أخبرهم به أنه لم يبقَ من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو تُرى له، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد، فقد جاء في الرؤيا أحاديث كثيرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، بعضها في تعظيم شأن الرؤيا الصالحة، وبعضها في بيان أنواع الرؤيا وما ينبغي أن يفعله