باب ما تكلمت به العرب، من الكلام المهموز مع غيره مما ليس بمهموز، فتركوا همزه

قال أبو جعفر الغالبي: قال لنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن كيسان، رحمه الله: قال يعقوب بن السكيت أيضا:

باب

ما تكلمت به العرب، من الكلام المهموز مع غيره مما ليس بمهموز، فتركوا همزه، فإذا أفردوه همزوه، وربما همزوا ما ليس بمهموز.

قال: قيل لامرأة من العرب: ما أذهب أسنانك؟ قالت: أكل الحأر وشرب القأر.

قال أبو الحسن: هذا إنما يهمزونه كراهية اجتماع الساكنين. وهي في بني تميم وعكل، يقرأ الأعرابي منهم: {علَيهِمْ ولا الضَّأَلِّينَ}. وقرأ عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير: {إنسٌ ولا جأَنٌّ}.

ويقولون: هناني الطعام ومراني. فلا يهمزون، ولا يتكلمون بـ "مراني" إذا كانت مع "هناني" إلا بغير ألف. فإذا أفردوها قالوا: مرأني. ولغة أخرى: "هنأني ومرأني" بالهمز.

ويقولون: لك الفدى والحمى. يقصرون الفدى إذا كان مع الحمى لا غير. فإذا أفردوا قالوا: فداء لك، وفداء لك، وفداء لك، وفدى لك. وحكى الفراء: فدى لك.

ومنه قوله: "ارجعن مأزورات غير مأجورات". فقال "مأزورات" لمكان "مأجورات". وقال الكسائي: بنى "مأزورات" على قولك فيما لم يسم فاعله: أزر الرجل. وكان الأصل: وزر. فلما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015