"ويذهب عن زوجاتي الغضبا"، لأن آخرخ "فَعِلُنْ"، وهو من البسيط، فليس يجوز حذف النون التي الألف في موضعها إلا على قبح يتكلفه المنشد، فيقف على الباء، فتكون الوقفة على ما قبلها كالمبطلة لها. فإنهم يفعلون في القوافي، إذا وقفوا عليها، مثل هذا. وأكثر ذلك في الياء والواو، وقلما يفعلونه في الألف.
وكذلك "وتَطعانِي بِهِ الثُّقَبا" فإن قال: "وتَطعانٌ بِهِ الثُّقَبُ"، لتكون "الثُّقَبُ" ترتفع على أنه لم يسم الفاعل، فهو قبيح أن يكفأ الشعر بالألف والواو، ولكنه بالواو والياء أسهل، فيكون إذا رفعت "الثُّقبُ" وكسر "الذنب" أسهل قليلا. قال أبو الحسن: وأحسبه روي موقوفا. وفساده ما أعلمتك من نقص وزنه.
وهي حليلته. والحليلة في غير هذا: جارته التي تحاله، أي: تنزل معه. قال الشاعر:
ولستُ بأطلَسِ الثَّوبَينِ، يُصبِي حَلِيلتَهُ، إذا هَجَعَ النِّيامُ
وهي قعيدته. قال الأسعر الجعفي:
لكِنْ قَعِيدةُ بَيتِنا مَجفُوّةٌ بادٍ جَناجِنُ صَدرِها، ولَها عِنَى
وهي ربضه وربضه. والربض: كل ما أويت إليه. قال الشاعر:
جاءَ الشِّتاءُ، ولَمّا أتَّخِذْ رَبَضًا يا بَرحَ كَفَّيَّ، مِن حَفرِ القَرامِيصِ!
القرموص: حفرة يحتفرها إلى صدره، فيدخل فيها إذا اشتد عليه البرد. وقوله "ربضا" أي: موضعا آوي إليه. ويقال لمبيض القطاة: قرموص وأفحوص.
قال لنا أبو الحسن: كل شيء شق عليك وثقل فهو برح. ويقال: لقي منه برحا بارحا، أي: ثقلا شاقا. ومنه برح به العشق أي: ثقل عليه وشق، وكأنه الشيء الذي يتسع ويزداد على مقدار غيره من الأذى. ومنه اشتق البراح للفضاء الواسع.