فراقا لا يرجع. وأنشد:
* وكانُوا أُناسًا، مِن شَعُوبَ، فأشعَبُوا *
قال أبو الحسن: كذا وجدت في كتابي، قرئ على أبي العباس. والذي أحفظ: "من شعوب فأشعبوا". والشعوب: فوق القبائل، أي: كانوا من الناس الذين يهلكون فهلكوا. قال لنا أبو الحسن: قال بندار عن ابن الكلبي: الشعب فوق القبيلة. والقبيلة: ما تقابل تحت الشعب. وقال زبير: القبائل ثم الشعوب ثم البطون ثم الأفخاذ ثم الفصائل. والفصيلة: عشيرة الرجل. قال الله عز وجل: {وفَصِيلته الّتِي تؤوِيهِ}.
رجعنا إلى الكتاب: ومنه قيل: ظبي أشعب، إذا كان بعيد ما بين القرنين. ويقال: قد شعب أمره يشعبه، إذا فرقه. وأنشد لعلي بن الغدير الغنوي:
وإذا رأيتَ المَرءَ يَشعَبُ أمرَهُ شَعْبَ العَصا، ويَلَجُّ في العِصيانِ
فاعمِدْ لِما تَعلُو، فما لَكَ بالَّذِي لا تَستطِيعُ، مِنَ الأمُورِ، يَدانِ
وإذا سُئلتَ الخَيرَ فاعلَمْ أنَّهُ نُعمَى تُخَصُّ بِهِ، مِن الرَّحمنِ
شِيَمٌ، تَعَلَّقُ في الرِّجالِ، وإنَّما شِيَمُ الرِّجالِ كَهَيئةِ الألوانِ
يقال: هو عال للأمور، أي: قاهر لها. أي: اعمد لما تقهره وتعلوه، ودع ما لا تستطيعه. وشعبه: أصلحه. وهو من الأضداد. ويقال: كان في مائتي فارس، فشعب إلى بني فلان في مائة.
ويقال: نشطته شعوب تنشطه نشطا. وهي المنون. قال الفراء: تكون المنون واحدة وتكون جمعا. وقال أبو ذؤيب في توحيدها:
أمِنَ المَنُونِ ورَيبِها تَتَوجَّعُ والدَّهرُ لَيسَ بِمُعتِبٍ مَن يَجزَعُ؟
وقال عدي بن زيد في جمعها:
مَن رأيتَ المَنُونَ عَرَّينَ؟ أم مَن ذا علَيهِ، مِن أن يُضامَ، خَفِيرُ؟