تعالى: (وأما بنعمة ربك فحدث) (?)، فقال: لو قال قائل: إن عيني لم تر مثلي لصدق.
ثم قال أبو المواهب: وأنا أوقل: لم أر مثله، ولا من اجتمع فيه ما اجتمع فيه، من لزوم طريقة واحدة مدة أربعين سنة، من لزوم الصلوات في الصف الأول إلا من عذر، والاعتكاف في شهر رمضان وعشر ذي الحجة، وعدم التطلع إلى تحصيل الأملاك وبناء الدور، قد أسقط ذلك عن نفسه، وأعرض عن طلب المناصب من الإمامة والخطابة، وأباها بعد أن عرضت عليه، وأخذ نفسه بالأمر المعروف والنهي عن المنكر، لا تأخذه في الله لومة لائم)). انتهى.
3 - وقال الإمام تاج الدين السبكي في ((طبقات الشافعية الكبرى)) (2) في ترجمته: ((الإمام الجليل، حافظ الأمة، أبو القاسم بن عساكر، ولا نعلم أحدا من جدوده يسمى عساكر، وإنما هو اشتهر بذلك، وهو ناصر السنة وخادمها، إمام أهل الحديث في زمانه، وختام الجهابذة الحفاظ، محط رحال الطالبين.
جمع نفسه على أشتات العلوم، لا يتخذ غير العلم والعمل، صاحبين له، وهما منتهى أربه، حفظ لا تغيب عنه شاردة، وضبط استوت لديه الطريفة الوتالدة، وإتقان ساوى به من سبقه إن لم يكن فاقه، وسعة علم أثرى بها وترك الناس كلهم بين يديه ذوي فاقة.