هذا أيها القارئ الكريم جهد إنسان واحد من العلماء حفظ وقته، قال العارفون به: لا يمكن حصر مؤلفاته، وهو كذلك.
قلت: وسبب هذا الثراء العجيب في التآليف، أن الشيخ ابن تيمية رحمه الله تعالى، كان لا ينفك عن المطالعة والكلام في العلم وتقريره، في حال حضره وسفره وصحته ومرضه، قال تلميذه الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى، في كتابه ((روضة المحبين)) (?):
((وحدثني شيخنا - ابن تيمية - قال: ابتدأني مرض، فقال لي الطبيب: إن مطالعتك وكلامك في العلم يزيد المرض، فقلت له: لا أصبر على ذلك، وأنا أحاكمك إلى علمك، أليست النفس إذا فرحت وسرت قويت الطبيعة، فدفعت المرض، فقال: بلى، فقلت له: فإن نفسي تسر بالعلم، فتقوى به الطبيعة، فأجد راحة، فقال: هذا خارج عن علاجنا)).
وجاء في ((الدرر الكامنة)) للحافظ ابن حجر، و ((البدر الطالع)) للشوكاني (?)، في ترجمة الإمام العلامة شمس الدين أبي الثناء الأصبهاني (محمود بن عبد الرحمن بن أحمد)، الشافعي الأصولي الفقيه