كل كتاب أقدر عليه (?)، ولو قلت: إني قد طالعت عشرين ألف مجلد - أي كتاب - كان أكثر، وأنا بعد في الطلب.
فاستفدت بالنظر فيها من ملاحظة سير القوم، وقدر هممهم وحفظهم، وعباداتهم، وغرائب علومهم، ما لا يعرفه من لم يطالع، فصرت أستزري ما الناس فيه، وأحتقر همم الطلاب، ولله الحمد)). انتهى.
وقال الإمام ابن الجوزي أيضا، رحمه الله تعالى، في رسالته اللطيفة التي نصح بها ولده، وسماها: ((لفتة الكبد في نصيحة الولد))، حاضا لولده على حفظ الوقت: ((واعلم يا بني، أن الأيام تبسط ساعات، والساعات تبسط أنفاسا، وكل نفس خزانة، فاحذر أن يذهب نفس بغير شيء، فترى في القيامة خزانة فارغة فتندم!
وانظر كل ساعة من ساعاتك بماذا تذهب، فلا تودعها إلا إلى أشرف ما يمكن، ولا تهمل نفسك، وعودها أشرف ما يكون من العمل وأحسنه، وابعث إلى صندوق القبر ما يسرك يوم الوصول إليه)). انتهى.
وقال الحافظ ابن رجب في ((ذيل طبقات الحنابلة)) في ترجمة ابن الجوزي (?): ((لم يترك فنا من الفنون إلا وله فيه مصنف، وسئل عن عدد تآليفه، فقال: زيادة على ثلاث مئة وأربعين مصنفا، منها