بقدومه وبموته، وأخرج له بنو هاشم الأعواد - أي السرير - التي غسل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فغسل عليها، وصلى عليه الناس ودفن في البقيع، وكان الناس يقولون: هذا الذي كان يذب الكذب عن رسول الله. انتهى.

شرح واقعة ابن معين مع شيخه محمد بن الفضل

قلت: في تلقي يحيى بن معين لهذا الحديث من شيخه محمد بن الفضل لطائف غالية، وفوائد ثمينة، وذلك أن يحيى بن معين الذي عرفنا طرفا من ترجمته فيما تقدم، طلب من شيخه محمد بن الفضل السدوسي البصري الملقب بعارم: أ، يحدثه بهذا الحديث أول ما جلس إليه يحيى، فلما بدأ يحدثه واستهل التحديث بقوله: حدثنا حماد بن سلمة، قال له يحيى: لو كان من كتابك.

وإنما طلب يحيى هذا منه زيادة في التوثق والتثبت، فإن محمد بن الفضل حافظ ثبت صدوق مأمون أحد الثقات المعروفين، ولكن أراد يحيى زيادة الاستيثاق والضبط.

وكان من عادة المحدثين قبل إنشاء المدارس في القرن الخامس الهجري أن يحدث الشيخ طلابه في المسجد، أو في مكان فسيح إذا كانوا لا يسعهم المسجد، أو على باب داره إذا كان العدد قليلا، وكان الفضل بن محمد يحدث يحيى بن معين هذا الحديث على باب داره.

فلما قام محمد بن الفضل ليدخل داره ويأتي بكتابه من بيته فيحدثه منه، خشي يحيى أن يحصل لمحمد بن الفضل مانع في هذه الفترة القصيرة بين قيامه لبيته للاتيان بالكتاب وعودته إليه، فيفوت عليه سماع هذا الحديث منه، فأخذ بثيابه قبل أن يتم قيامه ليأتي بالكتاب من بيته،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015