وإن للنعم أصولا وفروعا، فمن فروع النعم مثلا: البسطة في العلم والجسم والمال، والمحافظة على نوافل العبادات، مثل قيام الليل والإكثار من تلاوة القرآن، وذكر الله تعالى، والمحافظة على سنن الفطرة في الوجه واليدين والأطراف، وسنن الأعمال مثل التطيب للرجال عند الاجتماع، والمصافحة عند اللقاء، ودخول المسجد باليمنى، والخروج منه باليسرى، وإماطة الأذى عن الطريق، وما إلى ذلك من الآداب والسنن والمستحبات وبعض الواجبات، فكل أولئك من فروع النعم، وما أجلها من فروع عند عارفيها.
وأما أصول النعم فكثيرة أيضا لا تحصى، وأول أصول النعم، الإيمان بالله تعالى وبما جاء من عنده، والعمل بمقتضى ذلك على ما أوجبه الله تعالى وأمر سبحانه.
ومن أصول النعم أيضاً: نعمة الصحة والعافية، التي منها سلامة السمع والبصر والفؤاد والجوارح، وهي محور حركة الإنسان وقوام استفادته من وجوده.
ومن أصول النعم أيضاً: نعمة العلم، فهي نعمة كبرى يتوقف عليها رقي الإنسانية وسعادتها الدنيوية والأخروية جميعا، فالعلم نعمة جلى، كيفما كان، فتحصيله نعمة، والانتفاع به نعمة، والنفع به نعمة، وتخليده ونقله للأجيال المقبلة نعمة، ونشره في الناس نعمة، وهكذا
وهناك أمثلة كثيرة لأصول النعم، لا أطيل بذكرها مراعاة لقيمة الزمن.