فينبغي أن تنتهز هذه الساعات الصافية، والأوقات المباركة، لحل المشكلات العويصة، والمعضلات الصعبة، وتنقيح المسائل المتشابكة، وتصويب التصفيحات والتحريفات المستعصية، واستفتاح العبارات المغلقة الغامضة، وحفظ النصوص المستظهرة، وأمثال ذلك.
قال الحافظ الخطيب البغدادي في كتابه ((الفقيه والمتفقه)) (?)، وهو يتحدث عن أفضل أوقات الحفظ، وأجود الأماكن المساعدة عليه: ((اعلم أن للحفظ ساعات ينبغي لمن أراد التحفظ (?) أن يراعيها، وأن للحفظ أماكن ينبغي للمتحفظ أن يلزمها.
فأجود الأوقات: الأسحار، ثم بعدها وقت انتصاف النهار، وبعدها الغدوات دون العشيات. وحفظ الليل أصلح من حفظ النهار، وأوقات الجوع أحمد للتحفظ من أوقات الشبع. وينبغي للمتحفظ أن يتفقد من نفسه حال الجوع، فإن بعض الناس إذا أصابه شدة الجوع والتهابه لم يحفظ، فليطفئ ذلك عن نفسه بالشيء الخفيف اليسير، ولا يكثر الأكل.
وأجود أماكن الحفظ: الغرف دون السفل، وكل موضع بعيد مما