المرحلة النهائية في التطور تعد أيضا مادة لاحمة قوية "أسمنت لمجمعات القرية في الشرق الأقصى"1.
ويمكن تقسيم المحلات الريفية الثابتة إلى نمطين رئيسيين هما: أ- نمط القرى المندمجة، ب- نمط القرى المبعثرة.
1- القرى المندمجة:
يرتبط هذا النمط بإنشاء المساكن الريفية في بقعة واحدة مختارة داخل الأراضي الزراعية، وبالتالي تكون الأراضي المخصصة للمساكن مختلفة ومميزة تماما عن الأراضي الزراعية ويبدو هذا النمط على الخرائط في تجمعات واضحة وفي مواضع محددة تفصلها عن بعضها البعض أراضٍ وحقول زراعية ممتدة دون أي مساكن بها.
وقد ارتبطت القرى المندمجة الشكل بالظروف البيئية الأصلية، فالإنسان البدائي بمفرده غير قادر على درء أخطار الطبيعة وتكون الأسرة أو القبيلة أولى مراحل المجتمع وتسكن في مساكن متقاربة أو ربما متلاصقة طلبا للأمن، وما إن تتزايد أعداد القبيلة حتى تنتشر مساكنها في مساحة أكبر حول النواة الأصلية للمحلة العمرانية.
على أن العلاقات الأسرية ليست كافية لتفسير الاندماج الأولي في شكل المحلات العمرانية الريفية، ففي شرق أوروبا تعيش المجموعات الأسرية في محلات عمرانية مبعثرة على هيئة "عزب" أو مجموعات من العزب، كذلك فقد تحوي المحلة العمرانية الواحدة أكثر من قبيلة كما في أريزونا ونيومكسيكو حيث تسكن القرية المندمجة لجماعات الموجي Moqui والزوني Zuni الهندية الحمراء قبائل متعددة تصل إلى 15 قبيلة تسكن قرابة المائة كوخ وليس هناك فصل بين القبائل بعضها البعض وتميل الجماعات البدائية إلى التجمع في محلة واحدة لعدة اعتبارات منها تحقيق الأمن والحماية للجماعة من