الأصلية ولكن عندما يتزايد السكان تصبح الأراضي التي يمارسون فيها الزراعة المتنقلة قليلة ويصبح إزالة القرى أمرا صعبا هو الآخر ومن ثم تصبح محلات عمرانية ثابتة.

وفي أفريقيا كان للنظام القبلي أثره الكبير على نمط العمران الريفي ذلك لأن العمران كان مرتبطا بسكنى أفراد القبيلة في مجموعات عائلية، ففي مناطق البانتو كان ذلك يأخذ شكل نويات مبعثرة من الأكواخ على هيئة خلية النحل bee hive type ذات جدران طينية وأسقف مخروطية من القش، وغالبا ما تكون هذه المساكن بالقرب من الحقول ومن حظائر الماشية، وفي أفريقيا الزنجية الجنوبية تكون المساكن ذات جدران صلصالية بأسقف مستطيلة من القش أيضا -حول تجمع مركزي- ويحيط بها أسوار من النباتات الشوكية لحماية السكان والحيوان.

ويعكس النمط السابق طبيعة الاقتصاد المعاشي وارتباطه بموارد المياه والدفاع والحماية المشتركة، وفي بعض الأحيان قد يكون المركز العمراني صغيرا لا يتعدى قرية صغيرة تتألف من عدة أكواخ تسكنها أسرة واحدة، وفي أحيان أخرى تتجمع هذه الأكواخ على هيئة بلدة متواضعة تأخذ في النمو حول مسكن رئيس القبيلة1.

ويقل التأثير القبلي بدرجة كبيرة بين السكان المستقرين في شمال أفريقيا، ولكن تبقى ظاهرة تركز السكان الريفيين في قرى كبيرة سائدة، ففي وادي النيل والدلتا في مصر تنتشر القرى ذات البيوت الطينية والأسقف المسطحة في نويات مركزية في الأرض الزراعية وأسهمت في نشأة هذه القرى عوامل متعددة أهمها الموضع حيث كانت تنشأ على تلال تعلو منسوب الفيضان -قبل التحكم في مياه النيل منذ عهد محمد علي في النصف الأول من القرن الماضي-، وتبدو آخر مراحل الاستقرار في زراعة الأرز في آسيا الموسمية حيث يتطلب أيدي عاملة كثيرة غالبا ما تكون مرتبطة بالحقول، ومن ثم فإن زراعة الأرز كما يقول بيربلو perpillou والتي تعد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015