أسلمت قديما، وهاجرت مع زوجها عبيد الله بن جحش إلى الحبشة، فتنصر زوجها ومات نصرانيا، فأرسل صلّى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري يخطبها له، ووكله في قبول نكاحها، وتولى عقد النكاح عثمان بن عفان، وقيل: خالد بن سعيد بن العاصي، وأمهرها النجاشي عن النبي صلّى الله عليه وسلم أربع مائة دينار، وذلك سنة ست من الهجرة، وقدمت من الحبشة مع جعفر وأصحابه.
وتوفيت بالمدينة سنة أربع وأربعين، وقيل: إنها توفيت بدمشق قدمتها زائرة أخاها معاوية فماتت بها، والصحيح: الأول، رضي الله عنهما.
زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان-بفتح اللام-الأنصاري النجاري المدني الفرضي، الكاتب للوحي والمصحف الشريف، يكنى: أبا سعيد، وقيل: أبا عبد الرحمن.
توفي أبوه وله ست سنين، وقدم صلّى الله عليه وسلم المدينة وهو ابن إحدى عشرة سنة وقد حفظ ست عشرة سورة، استصغره النبي صلّى الله عليه وسلم يوم بدر فرده، وشهد أحدا، وقيل: لم يشهدها، وشهد الخندق وما بعدها من المشاهد، وأعطاه صلّى الله عليه وسلم راية بني النجار يوم تبوك وقال: «القرآن مقدم، وزيد أكثر أخذا للقرآن» (?).
وحضر اليمامة فأصابه سهم ولم يضره.
كان يكتب الوحي لرسول الله صلّى الله عليه وسلم، ويكتب له المراسلات إلى الناس أيضا، وأمره أن يتعلم كتابة اليهود؛ ليكتب لهم ويقرأ كتبهم إليه، فتعلمها في مدة يسيرة، وهو أحد الثلاثة الذين جمعوا القرآن بأمر أبي بكر وعمر.
وكان عمر يستخلفه إذا حج، وقدم معه الشام، وهو الذي تولى قسمة غنائم اليرموك،