هاجر إلى النبي صلّى الله عليه وسلم من اليمن مع اثنين وخمسين رجلا من قومه من أهل زبيد وزمع في سفينة، وألقتهم السفينة إلى الحبشة، فأقاموا بها مع جعفر بن أبي طالب وأصحابه، ثم رجعوا من الحبشة مع جعفر وأصحابه إلى المدينة، فوجدوه صلّى الله عليه وسلم قد افتتح خيبر، فأسهم لهم منها، ولم يسهم لأحد غاب عن فتحها غيرهم، واستعمله صلّى الله عليه وسلم على تهامة اليمن: زبيد وعدن والساحل، واستعمل معاذا على نجد اليمن: الجند وما والاه، وأرسلهما صلّى الله عليه وسلم معا وقال: «يسّرا ولا تعسّرا، وبشّرا ولا تنفّرا، وتطاوعا ولا تختلفا» (?).
وشهد وفاة أبي عبيدة بالأردن، وشهد خطبة عمر بالجابية، واستعمله عمر على الكوفة والبصرة، فافتتح الأهواز وأصبهان مع عدة أمصار.
وكان أحد الحكمين يوم التحكيم بدومة الجندل، فخدعه عمرو بن العاصي حتى خلع عليا من الخلافة.
وكان له صوت حسن في قراءة القرآن، وكان النبي صلّى الله عليه وسلم يسمع ويصغي إلى قراءته، وقال له: «لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود» (?).
وتوفي بمكة-وقيل: بالكوفة-في آخر ذي الحجة سنة أربع وأربعين عن ثلاث وستين سنة، وقيل: توفي سنة خمسين، وقيل: إحدى وخمسين، وقيل: اثنتين وأربعين، رضي الله عنه.
أم حبيبة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس القرشية الأموية أم المؤمنين، واسمها: رملة على المشهور، وقيل: هند، كنيت بابنتها بنت عبيد الله بن جحش.