فلمّا رأى المشركون ظهور الإسلام، وفشوّه في القبائل .. اجتمعوا على أن يكتبوا صحيفة يتعاقدون فيها على بني هاشم وبني المطلب؛ ألا يناكحوهم ولا ينكحوا منهم، ولا يبيعوا منهم ولا يبتاعوا منهم، وعلقوا الصحيفة في جوف الكعبة هلال المحرم سنة سبع، فانحاز الهاشميون-غير أبي لهب-والمطلبيون إلى أبي طالب، ودخلوا معه في شعبه، وأقاموا محصورين نحو سنتين أو ثلاثا حتى جهدوا، وكان لا يصل إليهم شيء إلا يسيرا، فاجتمع خمسة من سادات قريش على نقض الصحيفة وهتكها، وهم: هشام بن عمرو العامري، وهو الذي تولّى كبر ذلك، وأبلى فيه، وسعى إلى باقي الأربعة؛ زهير بن أمية المخزومي-وأمه عاتكة بنت عبد المطلب-والمطعم بن عدي النوفلي، وأبو البختري بن هشام، وزمعة بن الأسود الأسدي، وقالوا: لا نقعد حتى نشق هذه الصحيفة، وكان صلّى الله عليه وسلم قد أخبر عمه أبا طالب بأن الأرضة قد أكلت جميعها إلا ما كان اسم الله، فلما قام مطعم بن عدي إلى الصحيفة ليشقها .. وجد الأرضة قد فعلت ما ذكره صلّى الله عليه وسلم (?).
وفي السنة الثامنة [من المبعث]: نزلت (سورة الروم)؛ بسبب مخاطرة (?) أبي بكر رضي الله عنه لأبيّ بن خلف في ظهور الروم على فارس (?).
وفي السنة التاسعة [من المبعث]: كانت وقعة بعاث؛ اسم حصن للأوس، كانت به حرب عظيمة بينهم وبين الخزرج، وكانت الغلبة للأوس، فقدّمه الله تعالى في أسباب دخولهم في الإسلام (?).