حاولن فلي صدورهنَّ تحرُّشًا ... فبكلِّ جؤجو بطَّة منقار
ما العيش إلاَّ خمسة لا سادس ... لهم وإن فطرت لها الأعمار
/ 236 ب/ زمن الرَّبيع وشرخ أيّام الصِّبا ... والكأس والمعشوق والدِّينار
فاشرب مشعشعًة إلى لألائها ... يعزى الضِّياء وتنسب الأنوار
جسمًا تألَّف من نضار مائع ... فالماء من أجزائه والنَّار
تغشى بجوهرها البصائر مثلمًا ... تغشى بنور شعاعها الأبصار
مذ خلِّدت في الدَّنِّ لم يكشف لها ... بأنامل الخمّار قطُّ خمار
بكر بخاتمها لنا في شربها ... محض السُّرور وللهموم سرار
فلها إذا رقصت لصفق مزاجها ... في الكأس من درر الحباب نثار
من كفِّ ريم في مطاوي طرفه ... نبل يسنُّ وصارم بتَّار
ريشت بأهداب الجفون [فأعملت] ... رشقًا وما لقسيهِّا أوتار
ترمي فتصمي العاشقين ولا لها ... أثر وللرامي عليه ثار
طلعت لنا في ذيل ليل [أليل] ... شمس فليل العاشقين نهار
دلَّت محاسنه الطَّريق إلى الهدى ... وتتبّعوا تيه الدَّليل فحاروا
كم قد أخذت يد السُّلوِّ لتوبة ... من حبِّه فيقودني الإصرار
غصن على دعص يضيق بما جرى ... منه الإزار وتثمر الأزرار
ويكاد يدمى بالغلائل جسمه ... ترفًا ويجرح خصره الزنَّار
/ 237 أ/ يا من أراق دمي لغير جريمة ... من قال إنَّ دم المحبِّ جبار؟
قسمًا بحقِّك إنَّ حقَّك واجب ... إنِّي عليك من النَّسيم أغار
هبني أسأت فكن لذنبي غافرًا ... إنَّ الكريم مسامح غفَّار
وقال غزلاً من قصيدة: [من مجزوء الكامل]
لو كفكف الهجران قاتله ... ونفى القلى قلَّت بلابله
شهدت بصدق الحبِّ عبرته ... طلاًّ وزكى الطَّلَّ وابله
والحب أطهر ما يكون إذا ... هجر المحبُّ ولجَّ عاذله
أخفى الغرام فلا جوارحه ... شعرت بذاك ولا مفاصله
كالسَّيف يصحبه الحمام ولم ... يعلم بما حملت حمائله