صبٌّ رهين في صبابته ... دنف نحيف الجسم ناحله
يهوى الصَّبا ويودُّ لو حملت ... فيها لذي وصب رسائله
مطل الدُّيون ولا ادَّعى عدمًا ... يستوجب الإنظار ماطله
لو قابل البدر المنير دجى ... بجماله استحيا يقابله
ومنها قوله:
/ 237 ب/ أيحلُّ قتلي كم أبحت حمى ... قلب قطين هواك نازله؟
حرمًا عزيز الجار يسلمه ... للحين تغلبه ووائله
لولا الألى هجروا وما وصلوا ... ما بات ذا سقم يواصله
صدُّوا فما أبدت شفاعته ... نفعًا ولا قبلت وسائله
هل وقفة تشفي رسيس جوى ... يومًا على الوادي نسائله
لو بكائي على شفائي لما ... حمَّت لوارده مناهله
ما الجزع ما رمل العقيق وما ... بان اللِّوى لولا مطافله
عقلت عقول العاشقين به ... يوم النَّقا أسرًا عقائله
من كلِّ ذي قدٍّ يميد كمن ... سرت الشَّمول به تمايله
وأغنّ ما نطقت مراسله ... إلاَّ وقد خرست خلاخله
للرَّمل ما سترت مآزره ... والغصن ما ضمَّت غلائله
قمر يهيج لي البلابل إن ... ما سـ على صدغ بلابله
أمست منازله القلوب فيا ... لله ما تحوي منازله
وقال يمدح الملك الظاهر غياث الدين/ 238 أ/ غازي بن يوسف بن أيوب صاحب حلب، وقد امتحنه، وسأله أن يرّكب من أعجاز أبيات البحتري الميمية، على صدور أبيات ينظمها، ويصف فيها القناة التي أخرجها بحلب: [من الكامل]
دون الصَّراة بدت لنا صور الدُّمى ... لا أدم صيران الصَّريم ولا الحمى
غيد هزرن من القدور ذوابلاً ... لدنًا ورشن من اللَّواحظ أسهما