دع ذكر زينب والمحلِّ الصَّفصف ... وتولَّ عن وصف المادم القرقف
ودع النَّسيب وخلِّ أبكار الدُّمى ... وصفاتهنَّ لكلَّ صبٍّ مدنف
واثن العنان عن الحساب مجانبًا ... وصفًا لكلَّ مرنَّح ومهفهف
قوِّض ركابك طالبًا نيل العلا ... فالذُّلُّ للمتقاعس المتخلِّف
فالعزُّ بين أسنَّة وأعنَّة ... لا بين لثم مقرطق ومشنَّف
واعلم بأنَّ ذرى المكارم لا ترى ... مبنيَّة إلاَّ بمدح الأشرف
/ 231 أ/ ملك إذا عاينته في دسته ... أو سرجه لعدوِّه والمعتفي
عاينت ليث وغى وبدر دجنَّة ... ذا لم يذلَّ سطًا وذا لم يخسف
يجفو لذيذ من عزِّ التُّقى ... والمال من عزِّ القننا والمشرفي
ومنها قوله:
لكن ذئاب البرِّ واثقة به ... وتخاف في إكرامها أن لا يفي
وترى طيور الجوِّ عاكفًة على ... مغزاه بين محلِّق ومرفرف
ثقًة به في كلِّ يوم كريهة ... والخيل تعثر بالقنا المتقصِّف
ألاَّ تعود بغير شبع من قرًى ... أسياف مالكها المليك المسعف
يا أيُّها الملك الرؤوف ومن بما ... يوليه من بعض المكارم نكتفي
يا بدر بل يا بحر بل يا ليث بل ... يا غيث زدت على الغيوث الوكَّف
إنِّي أتيتك والحوادث جمَّة ... حولي وريب الدَّهر منِّي مشتفي
ويد الزَّمان تنوسني بمخالب ... هاضت جناح مذاهبي وتصرُّفي
فرضيت من زمني بما أوليتني ... إذ كان في لقياك غير مسوِّفي
فخرًا بني أيُّوب بالملك الَّذي ... أحيا لكم في العدل سيرة يوسف
إن كان يا موسى سميُّك أبهرت ... آياته بعصاه عند تلقُّف
/ 231 ب/ فيمينك البيضاء صيغت للنَّدى ... والبأس يوم تخوُّف وتعطُّف
وأنشدني لنفسه من قصيدة أولها: [من المديد]
باكر اللَّذات مصطبحًا ... واعص من في تركها نصحا
فلقد رقَّ النَّسيم على ... مرِّه والدِّيك قد صدحا
والدُّجى ولًّلت عساكره ... هربًا من بعد ما جنحا