خضعت له في موقف الحبِّ طائعًا ... وقابلت عزِّي في المحبَّة بالذُّلِّ

فهمت به إذ قد فهمت جماله ... وأصبحت عن كلِّ البريَّة في شغل

تعلَّمت فيه النَّوح والحزن والبكا ... وأمسيت من علم اصطباري في جهل

تهتَّك سترى فيه بعد تستُّري ... فواخيبتي إن لم أفز منه بالوصل

ولست أخاف الموت في الحبِّ إذ أمت ... غرامًا فقد مات المحبُّون من قبلي

[285]

عبد الرَّحمن بن عيسى بن أبي الحسن بن الحسين، أبو الفرج البزوريُّ الواعظ

كان يعظ بالجانب الغربي بجامع المنصور.

وكانت ولادته في سنة تسع وثلاثين وخمسمائة، وقرأ القرآن، وسمع الحديث، وقرأ شيئًا من الفقه.

وكانت وفاته يوم الإثنين لست مضين من شعبان سنة أربع وستمائة، ببغداد/ 220 أ/، ودفن بمقبرة أحمد بن حنبل –رضي الله عنه-.

قال أبو الحسين القطيعي: أنشدني أبو الفرج البزوري لنفسه: [من الرجز]

إذا ذكرت ما مضى من وصلهم ... بين الرِّياض فالنَّقا فالمنحنى

أهجت بلبالي ففاضت أدمعي ... وأصبح القلب عليهم حزنا

لله درُّ الوصل لو عاودني ... بذلت نفسي في هواه ثمنا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015