[286]
عبد الرَّحمن بن عبد المحسن بن عبد الله بن أحمد بن محمَّد بن عبد القاهر بن هشام بن أحمد بن محمَّد بن المظفر، أبو أحمد بن أبي القاسم ابن الطُّوسيِّ، الموصليُّ المولد والمنشأ:
كانت ولادته على ما أخبرني من لفظه ليلة الأربعاء سادس عشر رمضان سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.
وتوفي يوم الإثنين مستهل ربيع الآخر سنة ست وعشرين وستمائة بالموصل –رضي الله عنه-.
من أبناء الخطباء، ومن بيت عريق في الخطابة أيام الجمع، بعد أبيه بالموصل، بجامعها العتيق، وسمع الحديث على والده، وحفظ/ 220 ب/ الكتاب العزيز، وقرأ شيئًا من فقه الإمام الشافعي –رضي الله عنه- وهو أحسن الناس قراءة وترنُّمًا بالقرآن، وأطيبهم صوتًا، خصوصًا في المحراب.
وكان مقبول الشهادة عند الحكام، متواضعًا ورعًا، من المتدينين، حسن الخطابة والتفوة بالكلام، شاعرًا عذب الشعر. ومن شعره يمدح المولى المالك الرحيم بدر الدنيا والدين، عضد الإسلام والمسلمين، أبا الفضائل، نصير أمير المؤمنين –أعّز الله أنصاره-: [من الكامل]
الملك ما عقدت لكمم تيجانه ... والمدح ما نظمت لكم أوزانه
والبأس ما شهدت به لكم ظبا ... يوم الطِّعان وسهمه وسنانه
والجود ما هطلت به أيديكم الـ ... ـهطلات لا كفُّ الحيا وبنانه
أنتم بحور ندى وغيركم إذا ... وصفوا وبولغ فيهم غدرانه
عجبًا لكفٍّ لا يبارحه ندى ... بحر ولا تطفى وغى نيرانه