وأعمل لحظه عضبًا حسامًا ... فدان لحدِّه العضب الحسام
وفاق ملاحًة دون البرايا ... وبي برح يطول له المقام
/ 217 أ/ كما في الفضل فاق الخلق طرًا ... حليف المجد والنَّدب الإمام
فتى خلق الحيا من راحتيه ... فسحُّهما انسكاب وانسجام
فقل لمؤمِّليه وقاصديه: ... عرى نعماه ليس لها انفصام
تفرَّد في خلائقه وأضحى ... فريدًا في الخلائق لا يرام
رضيع البذل قبل [كون] طفلاً ... فما لرضاعه أبدًا فطام
سما أهل الدُّنى علمًا وحلمًا ... فلا كهل لديه ولا غلام
له قلم مدى الأيَّام طولاً ... لزاخر بحر سطوته النِّظام
تنوب عن القواضب شفرتاه ... وفي أبوابه الجيش اللَّهام
فحدُّ غراره ماض طليق ... وحدُّ سواه مفلول كهام
سبرت الناس سبرًا بعد سبر ... فكنت التِّبر والنَّاس الرَّغام
فكلُّ فريدة نثرت لديهم ... لها في سلك علياك انتظام
حماك حمى منيع لا يبارى ... وجارك لا يذلُّ ولا يضام
ورفدك دائم في كلِّ وقت ... دوامًا لا يضرُّ به دوام
فيا مولى له في كلِّ وقت ... يد تهمي كما يهمي الغمام
ويا قاضي القضاة أقول حقًّا: لقد شرفت بمقدمك الأنام
/ 217 ب/ نأيت فحلَّ بالحدباء همٌّ ... لنأيك لا يضاهيه اهتمام
وبان ضياء نورك عن رباها ... فحاق بجنب ساحتها الظَّلام
إلى أن أبت في أمن ويمن ... فعاد بها ابتهاج وابتسام
لنا عيدان عيد حيث وافى ... قدومك للإله به سلام
وعيد النَّحر فانحر للأعادي ... فحشو جسومهم خوفًا ....
ومن عمَّ الأنام بكلِّ فضل ... فأنَّى ينتهي فيه الكلام؟
وقال أيضًا يهجو شخصًا وجماعة منتمين إليه، ومستند ذلك سبب يطول شرحه، ويمتدح فيها الأمير الكبير الأصفهسلار بدر الدنيا والدين، والقاضي حجة الدين:
[من مجزوء الكامل]