فقلت له: مهلاً وكن لي عاذرًا ... فأين ربى الحدباء من دير حافر؟
وأنشدني موفق الدين أبو الثناء/ 216 أ/ محمود بن يوسف بن إسماعيل بن مكي ابن الهائم الفقيه السنجاري، قال: أنشدني أبو حامد عبد الرحمن بن محمود بن بختيار بن عزيز بن محمد الكاتب الإربلي لنفسه: [من البسيط]
خمر بثغرك أم ضرب من الضَّرب ... سكرت منه وهذا غاية العجب
ما خلت أنَّ رضاب الثَّغر يفعل في ... عقل الفتى أبدًا فعل ابنة العنب
يا أسمرًا صرت في حبِّي له سمرًا ... بين الأنام حليف الهمِّ والنَّصب
سللت سيف لحاظ حدُّ مضربه ... يفلُّ حسنًا سنى الهنديَّة القضب
إن دام لي منك وصل قد حصلت على ... صفاته نلت أقصى غاية الأرب
وأوائل هذه الأبيات إذا جمعت كانت اسم خميس.
ومن شعره قوله في سليمان بن جبرائيل الفقيه الشافعي: [من السريع]
قل لسليمان الَّذي جهله ... لو كان علمًا فاق كلَّ الورى
تذكر للدَّرس ولكنَّما ... ذكرك إيًّاه شبيه الخرا
/ 216 ب/ وقال أيضًا يمدح قاضي القضاة حجة الدين عند قوله مترسلاً، ويهنيه بعيد النحر أيضًا: [من الوافر]
محبٌّ ليس يثنيه الملام ... وقلب بات يغريه الغرام
ودمع فوق خدَّ ليس يرقا ... وجفن ذو سهاد لا ينام
فبين الجفن والنَّوم افتراق ... وبين الدَّمع والخد التئام
بنفسي صارم للودِّ طبعًا ... وودِي ماله الدَّهر انصرام
غرير بتُّ أعذل فيه ظلمًا ... وبين جوانحي منه اضطرام
الأم على هواه وليس يدري ... بأني في هواه له ألام
أروم وصاله في الدَّهر يومًا ... ودون وصاله الموت الزُّؤام
لقد لذَّ التَّهتُّك في هواه ... كما لذَّت لشاربها المدام
كلفت به فأعداني سقام ... لجفنيه فلذَّ لي السَّقام
رمى عن قوس حاجبه سهامًا ... نكصن لها العوالي والسِّهام