فوالله مالي بعد بعدك فرحة ... ولا بلذيذ العيش بعدك من نفع

ولو نلت مقصودًا بطيب وصالكم ... لما كنت مغرى بالكثيب وبالجزع

ولكنَّها فرع وأنتم أصولها ... ومن لم يصل للأصل حنَّ إلى الفرع

تذرّعت في حرب الغرام بعشقكم ... ولكنَّ سهم الهجر ينفذ في روعي

وأصبحت عبدًا مفرد الاسم سالمًا ... ولكنَّني أخشى أن أكسر بالجمع

وبي ألف من قدِّ طيَّات لفِّها ... تكون إلى وصل ولم تك للقطع

واسمك اسم معرب متمكِّن ... بقلبي ومنه النَّاس في الضَّرِّ والنَّفع

ولولا بقلبي من هواه حرارة ... تنشِّف طرفي كنت أغرق في دمعي

أقول لعذّالي عليه أطلتم ... فما دينكم ديني ولا شرعكم شرعي

[283]

/ 215 ب/ عبد الرحمن بن محمود بن بختيار بن عزيز بن محمد، أبو حامد، الكاتب الإربليُّ والدًا، الموصليُّ مولدًا ومنشأ:

كان شابًا قصيرًا، أسمر اللون، تفقه على مذهب الإمام الشافعي –رضي الله عنه- على أبي إسحاق إبراهيم بن عمر بن زبيدة الجزري، وكان متصلاً بالقاضي أبي منصور المظفر بن عبد القاهر بن الشهرزوري، وانقطع بأخرة إلى أبي الكرم محمد بن علي بن مهاجر الموصلي، يتولى خدمته.

لقيته غير مرة، ولم آخذ عنه شيئًا، أنشدني الإمام عماد الدين أبو المجد إسماعيل بن هبة [الله] بن باطيش الموصلي –أدام الله سعادته- قال: أنشدني أبو حامد لنفسه، لما مررنا بدير الحافر، قاصدين حلب، يتشوق إلى الموصل: [من الطويل]

يقول زميلي حين جدَّ بنا السُّرى ... وعاين منِّي فيض دمع المحاجر

أشوقًا إلى الأوطان وهي قريبة ... إليك فما ألفاك عنها بصابر؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015