كم بين من فنيت محابر أمَّة ... فيه وبين من اسمه لن ينقلا

ومدائح الفقهاء فيه يزيدهم ... شرفًا ول يخشون منه تبذُّلا

والسّيد الندب البصير مميز ... بين القريض المجتنى والمجتلى

/ 207 أ/ سيِّد عمَّ نواله، وغمر إفضاله، وأشرق زمانه، وأغرق إحسانه، وفاح روضه، واستفاض فيضه: [من السريع]

(ليس على الله بمستنكر ... أن يجمع العالم في واحد)

وليس بغريب للبحر الزَّاخر، والبدر الزَّاهر أن ينعم الأنام نداه، وتهتدي الكافَّة بشمس هداه، جاد به هذا الثَّغر على الثغور، وزها به هذا الدَّهر على الدُّهور، فكأنَّما نشاهده قسُّا في الفصاحة، وسحبان في البلاغة، ولبيدًا في اليقظة والبراعة، والسَّلف الصَّالح في السُّنَّة والجماعة، وتنظر منه إلى معاوية حلمًا، وشريح حكمًا، وحاتم كرمًا، والمبرِّد قلمًا، ومالم إتقانًا، والشافعيِّ برهانًا:

[من الكامل]

جمعت فضائل من مضى في واحد ... فرد فعبَّر عالم عن عالم

فكم من مشكلة أوضحها، ومعجمة أفصحها، ومعوجَّة صحَّحها، ومنيحة منحها، أرضع الأفهام سلسبيل العلوم، وهذَّب القرائح بمعرفة المنثور والمنظوم:

[من الطويل]

وإنِّي وإن كنت البخيل بأن أرى ... مرصِّع مدح في فتى أو منظِّما

/ 207 ب/ وأمزج جاه العلم بالشِّعر مرًة ... ولو كنت منه بالسِّماك مخيِّما

أرى مدح صدر الدِّين أحمد شيخنا ... مبدًّى على كلِّ العلوم مقدَّما

شهرته بعلوِّ الأسانيد، والعلوِّ في معرفة المراسيل والمسانيد، والعناية بحفظ الآثار، والتَّبصُّر في الأخبار، محيل الشَّمس شمعًة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015