[128]

أحمد بن محمّد بن أبي الحسن بن بوبا، أبو العباس الإربليُّ.

كان والده كرديًا من قرية /226 أ/ بنواحي إربل اسمها "حريرا".

اشتهر اسمه بعباس وبه يعرف عند أهل بلده .. هكذا أملى عليَّ نسبه وخبّرني باسمه.

وهو فقيه حنفي مناظر, قرأ الفقه على جماعة من أئمة الفقهاء الحنفية, ودرس علم الأصول والخلاف والمنطق؛ وهو مع ذلك صالح عفيف الفرج, يحبّ الخمول, قليل المخالطة لأبناء هذا الزمان. وكان بيني وبينه صحبة بمدينة إربل أيام إقامتي بها.

أنشدني لنفسه من قصيدة يقول منها: [من الكامل]

رفعوا القباب على المطيَّ وأزمعوا ... ووضعت من أسفي على كبدي يدي

صاحوا النَّوى فوقفت في آثارهم ... أبكي الطُّلول وأندب البان النَّدي

أخذوا بأكناف اللِّوى في سيرهم ... وأخذت أخذة حائرٍ لا يهتدي

سلُّوا من الحدق السُّيوف وأغمدوا ... بين الجوانح جمرةً لم تخمد

[129]

أحمد بن غزّي بن عربيّ بن غزي بن جميل بن نبيل بن هندامٍ, أبو العباس الموصليُّ الربعيُّ ..

هكذا نسب لي نفسه لما سألته عنه.

شاب ثط /226 ب/ ربعة مائل إلى السمرة, من أنشا المواصلة. كان خبّازًا في مبدأ شأنه شخص هو وابوه وأهله إلى ديار مصر فسكنوها مدة لما وقع الغلاء بالموصل في سنة اثنتين وعشرين وستمائة؛ فتعلم بها طرفًا من العربية, وتأدّب وأخذ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015