ومنها يقول:
وتصرَّمت لفراقه نار الجوى ... وتأجَّجت في القلب والأحشاء
واستوحشت لمَّا خلت أوطانه ... منه وحلَّ الأنس بالصَّحراء
يا أيُّها الجدث الَّذي صفحاته ... صدفٌ لستر الدُّرة الغرَّاء
أتراك تعلم ما حويت وما ثوى ... بك من عفافٍ وافر وجباء
لله قبرٌ طيُّ سرِّ ضميره ... أصل الفخار وسيِّد العلماء
يا راحلًا أبقى الغرام مخيِّمًا ... عندي وبان بسلوتي وعزائي
قد كنت قرَّة كلِّ طرٍف ناظرٍ ... فاليوم صرت قذًى لعين الرَّائي
أتفقَّد الأحياء بعدك لا أرى ... هيهات مثلك قطُّ في الأحياء
يا ليت شعري كيف حالك أنت في ... ضيق اللُّحود ووحشة الظَّلماء
/225/ فعليك رضوان الإله ورحمةٌ ... تأتيك في الإصباح والإمساء
مولاي إبراهيم والشَّرف الَّذي ... أضحى تحمل سائر الوزراء
اصبر على هذا المصاب تجمُّلًا ... فالصبر محمودٌ على الضَّراء
وأنشدني أيضًا: [من الكامل]
يا أيُّها الأسد الَّذي بفعاله ساد الورى ... بالعدل والإنصاف
الدِّين ثمَّ الملك شخصٌ أنت منه كالنُّهى ... وهو المحلُّ الوافي
ولأنت أكرم من مشى في عصرنا فوق الثَّرى ... من ناعلٍ أو حافي
إنِّي جزعت من الزَّمان ومن شماتات العدا ... إذ لم يكن لي شافي
حتَّى انتميت إلى من التجى ... من جور دهرٍ جافي
فامنن عليَّ بما يساعدني على دهرٍ جنى ... قدمًا على الأشراف
من افخر الملبوس يا أسد الشَّرى ... تعلو به أوصافي
وتهنَّ بالشَّهر الأصمٍّ وعش متى هبَّت صبا ... برغيد عيشٍ صافي