وناحت الورق وراق الصَّبا ... وشقَّ جيب اللَّيل كفُّ الصَّباح
وأمَّل الجود فتى فاقة ... وتاه مثلي بالوجوه الصِّباح
وأنشدني لنفسه في الشيطان الشاعر، وقد توجه عن الموصل /224 ب/ قاصدًا مدينة إربل: [من الوافر]
سرى الشَّيطان عن بلدٍ رحيبٍ ... إلى ضنك وجانب خير مالك
فقلت مقارقًا جنَّات عدنٍ ... يمهِّد منزلًا في قرب مالك
وأنشدني أيضًا من شعره: [من البسيط]
باكر إلى كأس راحٍ بات يمزجها ... بريقه ثمل الأعطاف نشوان
في خلقه روضةٌ بالنُّور مشرقةٌ ... وفي خلائقه حسنٌ وإحسان
فثغره أقحوانٌ أشنبٌ عطرٌ ... وخدُّه الورد والتَّعذير ريحان
وجفنه جفن بيض الهند مصلتةً ... سنان قامته الهيفاء وسنان
علا على رأسه شاشٌ حوى عجبًا ... فيه لعاشقه كفرٌ وإيمان
[127]
أحمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن أبي بكر بن خلّكان بن باوك بن عبد الله بن شاكلٍ الإربليُّ الأصل.
من أبناء الأكراد ومن بيت فقه وعلمٍ.
شاب قصير يتزيّا بزي الأجناد.
أخبرني أنه ولد بالجزيرة العمرية يوم الخميس آخر النهار ثالث عشر ذي الحجة سنة تسع /225 أ/ وتسعين وخمسمائة، ولم يكن عنده ما عند أهله من الفقه.
أنشدني هذه الأبيات يرثى بها بعض بني عمه، وليس هي من صالح الشعر؛ غير أنَّ في أبياتها أبياتًا قريبة.
رأيته بالموصل في رجب سنة اثنتين وثلاثين وستمائة، وأنشدني لنفسه:
[من الكامل]
عظم المصاب فعزَّ فيه عزائي ... وتبدَّلت عبراتنا بدماء