رشا به عرف الملاحة مثلما ... بشحوبي الوجد المبرِّح يعرف
[124]
أحمد بن الحسن بن عمر بن محمدٍ، أبو الفضل الأسفرايينيُّ.
نزيل ملطية من بلاد الروم.
شاب أشقر؛ شاهدته بالمدرسة النورية بحلب المنسوبة إلى بني عصرون، وقد وردها صحبة القاضي تاج الدين يوسف بن عبد الصمد بن أبي بكر التبريزي حين وافى رسولًا من سلطان البلاد الرومية، وذلك في شهر ربيع الأول /221 ب/ سنة سبع وثلاثين وستمائة.
وأنشدني لنفسه ما تضمنت هذه شيئًا من شعره. وسألته عن ولادته، فقال: ولدت ليلة الجمعة رابع جمادي الأولى سنة سبع وتسعين وخمسمائة.
وشعره لم تكن عليه طلاوة، وتظهر فيه العجمة والتكلف، فمما أنشدني له قوله:
[من الطويل]
نسيم الصَّبا عرِّج على ملطَّية ... وبلِّع سلامي أهلها وتحيَّتي
وخصِّص بفرط الشَّوق من بينهم سربهم ... غزالًا أراني البعد عنه منيَّتي
وقل بلسان الذُّلِّ يا غاية المنى ... يقول فلانٌ حلَّ فيك رزيَّتي
تمرُّ وفي عيني خيالك غدوتي ... وتمسي وفي قلبي هواك عشيَّتي
نسيت وطول العهد منسي عهودنا ... وإنِّي على الحالين اخلصت نيَّتي
وعنك على بعد المزار روايتي ... ومنك وإن طال البعاد رويَّتي
نسين الصَّبا تأبى القبول تخيُّرًا ... وإلَّا فها روحي إليك هديَّتي