مولى يخاف سطاه قلب الباسل الأسد الهصور

فاسلم امير المؤمنين من الردَّى حتى النُّشور

في دولةٍ أساسها ... تعلو على الفلك الأثير

تبنى دعائمها برأي وليِّك المولى الوزير

النَّاصح البرِّ الوفيِّ ... الصَّادق العفِّ الضَّمير

/220 ب/ وأنشدني أيضًا لنفسه في المستنصر بالله، وأنشدها بالبدرية الشريفة من لفظه: [من الخفيف]

لست أخشى جور الزَّمان وإن جار إذا كان عدَّتي المنصور

فإليه تعزى المناقب والفضل وعنه يروى النَّدى والخير

كالمعالي حيث استقرَّ استقرَّت ... والأيادي تصير حيث يصير

جدَّد الله ملكه ألف عامٍ ... يتوالى للخلق فيه السُّرور

وأرانا فيه المنى ووقانا ... في معالي حلاله المحذور

وجرت بالَّذي تنشَّا المقادير وواتاه بالمنى المقدور

أنا أدعو والله يعلم صدقي ... في ولائي وما يجنُّ الضَّمير

يا إمام الهدى الَّذي للمعالي ... بمعاني آرائه تدبير

رجبٌ قد أتى يبشِّر بالنَّصر فنعم الآتي ونعم البشير

فتملَّ الزَّمان وأبق لدهر ... أنت فيه مؤيَّدٌ منصور

فبكم يجبر الكسير وينفكَّ الأسير العاني ويغني الفقير

وقال أيضًا: [من الكامل]

/221 أ/ مالي ألام على الهوى وأعنَّف ... ما في العواذل في اللَّوائم مصنف

أيلام صبٌّ وجده متوقِّدٌ ... وسحاب مدمعه يسحُّ ويذرف

صبٌّ إذا ذكر الحمى وعهوده ... لحمى العقيق ورامة يتأسَّف

حيران لا ينفكُّ مذ شحط النَّوى ... بالظَّاعنين عن اللِّوى يتلهَّف

يرعى النُّجوم كأنَّه لطلوعها ... وغروبها مترصِّدٌ متكلِّف

شوقًا يهيِّجه إذا جنَّ الدُّجى ... نشوان من خمر الملاحة مخطف

رشا لواحظ طرفه سحريَّة ... وبفيه لو بذل المراشف قرقف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015