ولا برحت لبرج المجد نيِّره ... العلويَّ ما طاف وفد الله بالحجر

وأنشدني أيضًا لنفسه في مولانا أمير المؤمنين، وذكر أنه أنشدها بالمدرسة التاجيّة في يوم الغدير. وكان قد صادف ذلك اليوم مجلس الوعظ:

[من مجزوء الكامل]

لا تسق بالقدح الصَّغير ... من كان ذا خطرٍ كبير

إنَّ الأكابر للأكابر ... والأصاغر للصَّغير

وأدر كؤوسك لا عدمتك ... من أخي نظرٍ مدير

حمراء يشرف من زجاجتها سنى القمر المنير

جلَّت محاسن وصفها ... عن أن تشبَّه بالخمور

بكرًا إذا نطقت حكت ... ما كان في قدم الدُّهور

كانت ولم يخطر وجود الكون في نفس الضَّمير

يهدي إلى قلب الحزين ... حديثها روح السُّرور

قدسيَّة الأوصاف مشرع ودرها العذب النَّمير

يجلو العمى وينير بالإيمان أوعية الصُّدور

/220 أ/ فإذا انتشيت من المدام ومست في حلل الحبور

وأرتك أنوار الهدى ... بخلًا لدى النَّظر البصير

فاحلف بمن ظهرت خصائص فضله يوم الغدير

وعلا على كتف النَّبيِّ الصَّادق البرِّ الطَّهور

وأباد عمرًا بالحسام ... المقصل العضب الطَّرير

وشفى بقتله مرحب ... في خيبر قلت البشير

إنَّ الندَّى المستنصريًّ ... ندى يجلُّ عن النَّظير

جود الخليفة لا يقايس ... بالحيا الهامي الغزير

أنَّى وكيف وفضله ... القدسيُّ عن كرمٍ وخير

ومواهب المنصور للإسلام ... كالحامي النَّضير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015