/251 أ/أن يرسم له بخلعةٍ ونفقة، فأرسل له على يد صاحبه أبي علي بن العطار نفقة بغير خلعة؛ فلما أتاه بها، قال: يا صاحبي لو أنها ألف دينار ما ظهرت علي بغير خلعة فارددها، وأتني بخلعة بغير نفقة، فقال له: اعمل شيئاً يكون معي مفتاح الكلام في ذلك، فقال ارتجالاً: [من السريع]
يا ملك العالم يا من سما ... فخاره أصلاً وذرِّيَّه
لبسي لتشريفك في عودتي ... أحبُّ لي من ألف مصريَّه
فلما وصلها المذكور إلى الملك الزاهر وأنشده البيتين أمر له بخلعةٍ سنية مع النفقة.
وقال يهجو العماد بن النوري قاضي إلبيرة. وكان المذكور أوقاته عند الملك الزاهر فحضر شكوى من نفرين أحدهما سارق، والآخر زانٍ فتوسط القاضي للواني بالحصب وللسارق بالقتل: [من السريع]
قل لعماد الدِّين يا قاضياً ... يحكم في البيرة بالطَّبع
يحم للسارق من علمه ... بالحصب والزَّاني بالقطع
مذهب ابن إدريس قد أصبحت ... أركانه هادمة الربع
لو أنَّ للمذهب عيناً بكت ... على الَّذي قد تمَّ بالشَّرع
[987]
يوسف بن محمَّد بن عليِّ بن هبة الله، أبو المظفر البغداديُّ المعروف بابن الزجّاج.
من أهل بغداد من باب البصرة.
ذكر لي أنَّه حفظ القرآن العزيز، وقرأه للسبعة والعشرة، وتأدّب وحضر مجالس أهل العلم والأدب، وقال شعراً رقيقاً عذباً، أودعه نكتاً لطيفة.
شاهدته بالموصل وسألته عن مولده، فقال لي: الآن خمس وخمسون سنة. وكان سؤالي في شهر رجب سنة إحدى وثلاثين وستمائة.
وكان رجلاً خفيف الروح، مطبوع المجون، طيب المزاج.