ديوان شعر مجموع.

أنشدني المولى الأمير الكبير العالم صلاح الدين أبو المظفر يوسف بن موسى بن يوسف بن أيوب بن شاذي بحلب المحروسة بمنزلة المعمود- أدام الله أيامه- قال: أنشدني يوسف بن محمد بن الملثم لنفسه يهجو قبيلته الملثمة ببلاد المغرب:

[من البسيط]

قالوا: جدودك أقيال ملثَّمةٌ ... لا تهجهم قلت: هجوي مدحةٌ لهم

كانوا يناكون مرداً فالتحوا فخشوا ... أن يكره الشَّعر العشَّاق فالتثموا

ومن شعره ما كتبه إلى صديق له يقال له: أبو علي بن عبد الرحمن بن إبراهيم العطار. وكان مقيماً بالبيرة في خدمة الملك الزاهر داود بن يوسف بن أيوب متصرفاً في اليهود. وكان يوسف بن الملثم يتردَّد من سميساط إلى البيرة، وينزل في دار صديقه أبي علي بن العطّار فأتى مرة، فلم يجد أبا علي حاضراً فنزل على عادته وسأل عنه، فقال له بعض أقاربه: إنَّه قد عرض له حمّى وقد خرج إلى ظاهر البلد إلى بستانٍ له، فكتب إليه يقول: [من البسيط]

لا تحسب القلب من شوقي إليك خلي ... أبا عليٍّ معاذ الله لا وعلي

وأنت تعلم ما عندي إليك كما ... قلبي عليمٌ بما قد كان عندك لي

وقيل شكواك من حمًّى وما فهموا ... هذا حرارة فكر منك مشتعل

ولا ترى بعد هذا البؤس ثانيةً ... وربما صحَّت الأجساد بالعلل

وكتب إليه مرّةً ثانية وقد أتى على عادته ولم يجده في الدار. وكان في ظاهر البلد في البستان. وكانت عادته إذا جاء من سميساط يقيم أيّاماً كثيرةً، ولا شكّ أنه اجتاز تلك المرّة مستعجلاً، فقال: [من مجزوء الكامل]

شوقي إليك أبا علي ... تفصيله لم يجمل

ما هكذا عوَّدتَّني ... من منَّة وتفضُّل

أيجوز أن أمضي ولم ... تطرق برجلك منزلي

حاشاك أن تهمل مودَّ ... ة صاحبٍ لك أوَّل

وله وقد عمل في الملك الزاهر قصيدة مدح، وأنشده إياها وكان من عادته

طور بواسطة نورين ميديا © 2015