أنشدني لنفسه إملاءً من لفظه وحفظه: [من الخفيف]
لذَّة الحبِّ أن ترى السِّرَّ جهرا ... أو ترى الهتك فيه صوناً وسترا
أين برهانك الصَّحيح إذا ما ... خفت زيداً فيه وراقبت عمرا
خلِّ قول النَّصيح واعص اللَّواحي ... واهجر العذل والعواذل هجرا
وأسدد السَّمع عن سماع ملامٍ ... فأخو اللُّبِّ بالمداراة أدرى
أيُّ عارٍ وأيُّ عتبٍ على ذي ... كلفٍ وامقٍ تعشَّق بدرا
رشا فرعه الأثيث فحظِّي ... من بني الدَّهر كلَّما رمت امرا
فوق صلت يسمو الغزالة حسناً ... ويفوق النِّبراس نوراً وقدرا
حجبت حاجباه نومي وصبري ... بلحاظٍ تهدي لهاروت سحرا
وأقرَّت وجناته بدم الصَّـ ... ـبِّ فلم ذا عيناه تجحد نكرا
كتب الحسن: لا مليح سواه ... بفصيح اللُّغات في الخدِّ سطرا
واغتدى يوسفٌ مطيعاً مقرّاً ... أنَّه منه بالملاحة أحرى
وأقام العذار عذري عليه ... عند من لامني فأمسك قسرا
بأبي مبسماً بروداً شتيتاً ... ورضاباً أذكى من المسك نشرا
وقواماً كالسَّمهريِّ إذا ما ... س دلالاً يكاد ينقدُّ هصرا
وضعيفاً من خصره سلَّ صبري ... عن هواه إن كنت أزمعت صبرا
ولردف يحكي همومي وساقٍ ... ساق أهل الغرام للحتف قهرا
أسمرٌ لو يشاء عند سطاه ... ملأ الخافقين بيضاً وسمرا
لست أنساه حين بات سميري ... وعيون الوشاة ترمق شزرا
بهواه سليم .... أضحى ... دون خلق الإله في النَّاس مغرى
فهو في حبِّه وحيدٌ وفي السَّبـ ... ـق إلى المكرمات مازال وترا
وأنشدني لنفسه يهجو: [من الكامل]
بكت العيون وكيف لا تبكي على ... دبر أصيب من الزَّمان بهونه
وازاده ضعةً برفعة تاجه ... وحقارةً بجماله وأمينه
فلينذر الزَّمن المحبَّب نفسه ... ويسيء فيه الحرُّ ظنونه