يا سادتي هذا الَّذي ... قد كنت من دهري أخافه
قوموا بنا نبغي .... ... قرطم طلب الخلافة
وله يمدح المرتضى بن الجليس بن الجبّاب: [من الكامل]
وافى خيالك في الكرى متعرِّضا ... وأظنُّه مازال إلَّا عن رضا
قصرت لزورته القفار وإنَّما ... حقٌّ عليها أن تطول وتعرضا
أتراه ما حسب الظَّلام البحر والـ ... ـزُّهر الحباب ولا السَّماء العرمضا
لم يخش من نظر الغيور ولم يزل ... يدري بأنَّ جفونه لن تغمضا
هي ليلة رضي الحبيب وزارني ... فيها وقد كان المصدَّ المعرضا
نزَّهت طرفي في محاسن وجهه ... في جنَّة والقلب في نار الغضا
فلثمت خدَّاً كالشَّقيق مذهَّباً ... ورشفت ثغراً كالأقاح مفضَّضا
وجعلت أقطع ليلتي بوصاله ... حتَّى مضى غسق الدُّجنَّة وانقضى
ونعى الظَّلام الدِّيك لمَّا أن رأى ... في فرعه سيف الصَّباح المنتضى
وبدت أزاهير الرِّياض كأنَّما ... أبدت لنا خلق الأجلِّ المرتضى
الألمعيِّ فلا يمارس جامحاً ... بذكائه إلَّا وأصبح ريِّضا
أغنى بيقظته لكلِّ عظيمةٍ ... أن يستجاش لها وأن يستنهضا
لله من آل الجليس ماثرٌ ... بهرت فعزَّت أن تذال وتدحضا
عقدت لهم فوق السِّماك معاقدٌ ... للمجد ليس بممكن أن ينقضا
هنِّيت ذا الفتح القريب فإنَّه ... جاءت به خيل البشائر ركضا
أعملت فيه من الدُّعاء لنصرة إلا ... سلام ما عضد الحسام الأبيضا
ولقد أراد الله نصرة دولةٍ ... أصبحت فيها للنّضصائح ممحضا
عجزت عن الشُّكر النُّفوس فأصبحت ... لا تستطيع بشكرها أن تنهضا
جاهدت فيهم بالدَّعاء وإنَّه ... أمضى سلاح الصَّالحين إذا مضى
لازلت في كسب المعالي ساعياً ... تسمو إلى رتب العلاء فترتضى
وقال أيضاً يمدحه من رسالة: [من مجزوء الكامل]
أغرى الملامة بالكئيب ... غصنٌ يميس على كثيب
يزهى بخصرٍ مجدبٍ عالٍ على ردف خصيب