وكان أبسط كتاب زمانه يداً، وأقدرهم على التوسع في صناعة الإنشاء لمنظوم الكلام ومنثوره. وصنّف تصانيف وله رسائل كثيرة مشهورة، وأشعار محكمة فيها التزام.

وكان على عهد السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب- رضي الله عنه-.

وتوفي شاباً في سنة ثلاث أو أربع وستمائة.

وصنّف كتاباً للمرتضى بن الجليس بن الجبّاب لما قدم من الشام وسمّاه بـ ((تحفة القادم)).

وحدّثني الصاحب الإمام أبو القاسم عمر بن أحمد بن هبة الله بن أبي جرادة الفقيه الحنفي بحلب، قال: كتب أبو الفضل يوسف بن علي المصري بين يدي القاضي المؤتمن علي بن محمد بن كيا سيبويه الكاتب حين اتصل بالسلطان الملك الظاهر غياث الدين غازي بن يوسف- رحمه الله تعالى- بحلب؛ هذا آخر كلامه.

ومن شعر أبي الفضل يتغزل: [من البسيط]

ودَّعتكم وضلوعي حشوها حرقٌ ... وبتُّ والجفن مشعوفٌ به الأرق

فلا يميل بقلبي بعدكم فرحٌ ... ولا يفارقه من بعدكم فرق

لمَّا رحلتم عن الأوطان ودَّعكم ... قلبٌ به سكن التَّعذيب والقلق

فالوجد متَّفقٌ والصَّبر مفترقٌ ... والطَّرف مسترقٌ والدَّمع متَّسق

وقال في جمال الملك موسى بن المأمون يمدحه: [من مجزوء الرمل]

كم يد بيضاء عندي ... لجمال الملك موسى

فجعلت المدح فيه ... تجتلي منه شموسا

وتفرَّغت لأن أمـ ... ـلأ بالشُّكر الطُّروسا

لأوفِّي بعض نعما ... هـ الَّتي تحيي النُّفوسا

دام في سعدٍ وعزٍّ ... لا يلاقي منه بوسا

وقوله في الشريف قرطم: [من مجزوء الكامل]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015