أتراكم موتى فلا يرجوكم ... أحدٌ ولا من بأسكم يتخوَّف

كم ضعت عندكم وحظِّي قال لي ... يا يوسفٌ قد ضاع قلبك يوسف

وأول هذه الأبيات يهجو بها أبا الحسن علي الكاتب المنبوز باللقيط الموصلي

[من الكامل]

لا تنكرنَّ من اللَّقيط مساءةً ... عرضت فإنَّ له أباً لا يوصف

أضحى من النَّكرات عرَّفه الغنى ... وعجبت للنكرات كيف تعرَّف

أرضٌ يسود بها اللَّقيط فخلِّها ... لو أنَّها الفردوس حين تزخرف

وأنشدني أيضاً لنفسه فيه يهجوه: [من المجتث]

تبّاً لنعمة قومٍ ... جاءتهم مستعاره

وقبَّح الله دهراً ... ألقى عليهم إزاره

ساد اللَّقيط علينا ... كأنَّه ابن زراره

وحمَّل النَّاس وزراً ... مذ حاز فيه الوزاره

وأنشدني أيضاً لنفسه يتظلَّم من أهل الموصل: [من الطويل]

أيا جيرة الحدباء أهوى لقاكم ... ولكن جفاكم بيننا شرُّ طائر

أبيع ثيابي عندكم وهي رثَّةٌ ... ولولا رحيلي عنكم رثَّ خاطري

بياضكم دون السَّواد وكلُّكم ... بياضٌ ولكن فوق أسود ناظري

وأنشدني لنفسه في الشيطان الشاعر الإربلي، وهو يوسف بن نفيس. وكان يعاشر الأمراء من أهل الموصل فكانوا يبرّونه ويحسنون إليه: [من الكامل]

يا معشر الأمراء إنِّي قائلٌ ... قولاً يدلُّكم على حرماني

لو لم تكن أموالكم من جذركم ... ما كان مصرفها إلى الشَّيطان

وقال أيضاً: [من الخفيف]

قد سئمت المقام بين أناسٍ ... ما أرى دعوتي بهم مستجابة

جمعوا في أسافل وأعال ... بين لينٍ منهم وبين صلابة

فلهم أوجهٌ تقلُّ سيوف الـ ... ـهند ممَّا تسقى بماء الجنابة

وقال أيضاً: [من الطويل]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015