بأبي المناقب سيِّد الـ ... ـخلق المبارك ذي المعالي
تزهى المواسم عزَّةً ... وتميس في ثوب اختيال
يا من به حلت الحيا ... ة ودهرنا بعلاه حالي
عمِّرت في ظلِّ الخليـ ... ـفة ما تتابعت اللَّيالي
وسعدت بالعيد الَّذي ... بكم اكتسى حلل الجمال
[977]
يوسف بن عبد الكريم بن عليِّ بن أبي الحسن بن أبي القاسم بن مزارٍ، أبو الحسين المعروف بابن بزاقة، وينبز بالكوذين.
كان يعلم الصبيان بالموصل، وبقي مدّة في التعليم ومال إلى الشعر، وقصد به الناس. وكان رجلاً ضعيف العينين، خفيف العارضين، مبخوس الحظ من الزمان، متظلماً من أبنائه؛ وله مدائح كثيرة وأهاجٍ قبيحة يستعذبها من يسمعها.
أخبرني أنَّه ولد سنة ثمانين وخمسمائة، وخبّرت أنه امتدح بدر الدين لؤلؤ بن عبد الله- صاحب الموصل- فأنعم عليه، وقرّبه وصار يحضر مجلسه وأحد ندمائه، وتمشت أحواله.
ومما أنشدني لنفسه بالموصل مبدأ قصيدةٍ: [من السريع]
تيَّمه برقٌ بتيماء لاح ... فبات لا يصغي إلى لحي لاح
وظنَّه زار الحمى فاحتمت ... أجفانه عن نومها المستباح
وكان لا يظهر أشجانه ... فصار بالدَّمع هواه صراح
له هوىً في حلبٍ ساكنٌ ... وداره عن ربعها في انتزاح
يضرب في الآفاق يبغي الغنى ... بالشِّعر من عند أناسٍ شحاح
كأنَّما أضحى على طائرٍ ... أراش عزُّ الدِّين منه الجناح
وأنشدني لنفسه من أبيات: [من الكامل]
لا توحشنَّك غربةٌ عن منزلٍ ... فيه الكريم على السَّماح يعنَّف
واقنع على ظمأ بأيسر نغبةٍ ... من غيرها لو أنَّ دجلة قرقف