ولمَّا رأيت الكبر يزري بأهله ... تواضعت حتَّى عظَّم النَّاس حاليا
إذا الكبر زار المرء شان جماله ... وأصبح من ثوب الرِّئاسة عاريا
وقال يمدح سعد الدين أستاذ دار الملك المؤيد مسعود بن الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب بمصر: [من مجزوء الكامل]
أقسمت بالثَّغر النَّقيِّ ... وبحسن وجه يوسفيِّ
وبعقرب الصُّدغين فو ... ق بنفسجٍ غضٍّ طريِّ
وبنرجس العينين أقـ ... ـسم لا بسحرٍ بابليِّ
وبحاجب حجب العيو ... ن عن القوام السَّمهريِّ
وبخصره الواهي الدَّقيق ... وورد خدَّيه البهيِّ
وبمبسم عطر اللِّثات ... وظلم ثغر لؤلؤيِّ
لا حلت عن مدحي لسعـ ... ـد الدِّين ذي الأصل الزَّكي
الواهب الأموال للسُّـ ... ـؤَّال بالكفِّ السَّخيِّ
فحباه يغني مادحيـ ... ـه إذا أتوه عن الحبيِّ
وقال يصف بغداد ويتشوّق إليها: [من المتقارب]
أحنُّ إلى الجسر والرَّقتين ... ودار السَّلام وسكَّانها
وتاج الخلافة والجانبين ... من الشَّطِّ والظِّلِّ من بانها
وباب المراتب والزَّند ورد ... ونهر المعلَّى وغزلانها
وسوق العميد وباب الحديد ... وحور الجنان وولدانها
واسأل ذا الطَّول ربِّ العباد ... إدامة دولة سلطانها
وقال في صبيّ كلما زاده إحساناً زاده إساءة. وكان قد أنحله هواه فذكر الإساءة فجفاه: [من البسيط]
لا تعجبوا لمحبٍّ كنت أوثره ... بناظريَّ وبروحي كنت أفديه
أسدى إليَّ قبيحاً كي يعاقبني ... فكان للهجر أحلى من تلافيه
وعيده أن ما أسداه يمرضني ... فكان عين شفائي والدَّوا فيه
فليته لا يزال الدَّهر يفجعني ... بصدِّه وبصابٍ من تجنِّيه