أنحلني الشُّوق فلو أنَّني ... ولجت في جفنك لم تشعر
وصرت لا شيء ومن لم يبن ... كيف تناجيه ولم يبصر
وقوله وقد طلب منه الوزير صفي الدين عبد الله بن علي بن شكر أن يجيز له بيت أبي فراس: [من الوافر]
وكم أبصرت من حسنٍ ولكن ... عليك لشقوتي وقع اختياري
فقال أبو يعقوب: [من الوافر]
فما للقلب حين يحبُّ شرطٌ ... وهل شرطٌ لمسلوب القرار
ولو وجب القصاص على دليل ... لكنت أخذت من عينيَّ ثاري
وقال فيه أيضاً يطلب منه دستوراً لعله يمضي يقضي من أهله وطراً:
[من المتقارب]
دعاني المسير وآن السَّفر ... فجد لي بجودك ممَّا حضر
من الصَّافنات الجياد الَّتي ... طواها الطِّراد بجيشٍ مجر
معوَّدة لحياض المنون ... وطنِّ الذُّباب ورنِّ الوتر
أيا ملكاً بسماح اليدين ... لأعلام جود نداه نشر
فأنت الزَّمان إذا ما سطا ... وأنت الصَّباح إذا ما ظهر
وكفُّك حين ترى السَّائلين ... تمدُّ الجياد وتعطي البدر
فمنك العطاء ومنَّا الثَّناء ... فسيره بالمعاني سير
وقال وقد طلب منه الأوحد المغني أن يجيز له بيتاً يغني بما يجيزه؛ لأنَّه ما كان يحفظ غير ذلك البيت فحسب: [من المتقارب]
وعذراء ما لبست للحليِّ ... إلَّا خلعت عليها عذاري
تميس من الدَّلِّ كالخيزران ... ويعطفها اللِّين عطف السِّوار
واحذر من قدِّها أن يميد ... فينقدُّ من هيف وانحصار
وأعجب من خصرها كيف لا ... يزول وقد حسَّ مسَّ الإزار