ولم أزل وحياً كفَّيك أرتع في ... روض الرسائل بين الحبر والحبر
وقال يمدح الملك المسعود قطب الدين أبا المظفر سكمان بن محمد بن داود من قصيدة أولها: [من المديد]
ربَّ ليل بتُّ من سهره ... أجتلي الجوزاء في قمره
ظلت أشكو طوله ومنى ... مهجتي تشكوه من قصره
لم يحمِّلنا انقضاء هوىً ... كلُّ إنسان على قدره
وحبيب كنت أرمقه ... خيفة الواشين من حذره
صدَّ ظلماً وانثنى غصناً ... فبعثت النَّفس في أثره
كيف يسري الطيف نحو فتىً ... ما يجول النُّوم في بصره
ألف الدَّهر الصُّدود فما ... يخطر السُّلوان في فكره
كيف يسلو عاشقٌ بشراً ... حلَّ كلُّ الحسن في بشره
شدَّ زمَّاراً له وتلا ... ما تلا داود من زبره
وهو للإنجيل معتنقٌ ... يطبع الألحان من سوره
كيف يصليه الإله لظى ... وهو أسنى الخلق من صوره
إن يكن ذا الحسن في سقرٍ ... فجنان الخلد في سقره
تخجل الأغصان منه كما ... تخجل الولدان من خفره
وتحار الحور منه إذا ... سل سيف الحسن من حوره
حاز من بحر النَّسيب كما ... حاز قطب الدِّين من درره
وقال في رجلين كل منهما يلقب بالضياء أحدهما ضرير والآخر أعرج:
[من المتقارب]
ضياءان من غسق كوِّنا ... بسومهما ذو النهى يخسر
ضريرٌ يقول رأيت السُّها ... وأعرج يعجب ما يذكر
يقول لحقت برجلي الغزال ... وما فاتني البارق الممطر
ويزعم إن صفعت كفُّه ... ضريراً ففي وقته يبصر
وقال في النحول: [من السريع]