سألت عن مسكنه ... فقال في زبيد
ولي موال قطنوا ... بالأمس في الصَّعيد
ناولته الكأس وقد ... مال من الرُّقود
كأنَّه القانت في ... الركوع والسُّجود
أو طفلة من الظِّبا ... ء علبة الزُّنود
تقوم شفعًا وتصلّـ ... ي الوتر من قعود
أديك ياربَّ النُّهى ... من صارم صنديد
لازلت تعلو رتبًا ... على الملوك الصِّيد
وقال ارتجالاً وقد طلب منه الملك الصالح محمد بن محمد أبياتاً تكتب على باب عرضي: [من مخلع البسيط]
/200 ب/ حلَّ بأرجائك السُّعود ... ولا عرشك المجيد
ولا غدا عن ذراك وفد ... إلاَّ وقد نال ما تريد
ولا برحت الزَّمان تعلو ... في نعم ما لها نفود
ممتَّعً بالبقاء تأتي ... قسراً إلى بابك الأسود
ما سجع الطَّير فوق غصن ... مغردِّاً والحيا يجود
أنت لمن يرتجيك باب ... للخير مفتاحة السُّجود
وقوله فيه أيضًا وقد طلب منه أبياتاً تكتب على باب المجاز: [من المنسرح]
جاز بباب المجاز محمود ... فسال من سيب كفِّه الجود
في دول ما يزال يكنفها السَّـ ... عد وتعنو لها الصَّناديد
لا زالت النَّيرات تخدم علـ ... ياه ركوعًا والبيض والسُّود
ما سجع الطَّير في الأراك وما ... رجعَّ خلف الركاب غريد
وقال أيضًا/ 201 أ/ جواب كتاب أرسله إليه من الموصل بهاء الدين علي بن السمين: [من البسيط]
وافي كتاب بهاء الدِّين فابتهجت ... عيني بذاك فلم تشبع من النَّظر
وبان منثور تبر قد سقى أدبًا ... من وابل الفكر لا من وابل المطر