واجل بنت الكرم بكراً ... فهي تختار الزُّجاجا

يا أجلَّ النَّاس يامن ... زاد حسنًا وأبتهاجا

/194 أ/ قد ملأت البرُّ براً ... سدَّ عن عيني الفجاجا

منزلي قفر يباب ... ما رأى ليلاً سراجا

وقدوري فارغات ... ما حوت قطُّ دجاجا

وزبادي البيت لم تعـ ... رف يومًا زير باجا

أنجز الوعد ولا تحـ ... بس بذا العيد الخراجا

فخيار البرِّ ما عجِّل ... يا بدر وراجا

وقال أيضًا يمدح سيف الدين أتابك غازي بن مودود بن زنكي: [من الكامل]

شرب الغبوق وظلَّ مصطبحًا ... فسكرت من لحظاته وصحا

فكأنَّه والكأس في يده ... بدر الدُّجى تسقيه شمس صحى

تنقضُّ في جنباتها شهب ... حتَّى ظننت سماءنا القدحا

ويديرها فلك ترنِّحه ... نفحاتها فيهينها فرحا

ويكاد يرقص كلَّما رقصت ... في خدِّه لهباتها مرحا

/194 ب/ حتَّى إذا بلغت إلى ملك ... ما زال يكتب ما الزَّمان محا

غربت فلا والله ما طلعت ... إلاَّ وقد خسر الَّذي ربحا

ملك له حدَّان إن نوب ... حدثت وصفح رضًا إذا صفحا

يغنيك من يده ومن فمه ... فلسانه وبيانه أصطلحا

وإذا تبَّسم في مفاكهة ... ليلاً إليه سبيلنا أتَّضحا

وإذا نوى لعداه غائلةً ... سبق القضاء وفات ما ذبحا

فصفات سيف الدِّين يطربنا ... إيرادها فنصوغها مدحا

من كلِّ قافية مهذبة ... تعيي الُّرواة وتخرس الفصحا

عاينتها فوجدتها حماً ... وصنعتها فتمثلت ملحا

تجلو على الأسماع إن سمعت ... صممًا وعن مهجاتنا ترحا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015