تبقى مؤبدة يقبِّلها ... فم كلِّ من بنظامها صدحا

غازي بن مودود محبتكم ... فرض ومن بسط الثَّرى ودحا

لا زلت بالإقبال مشتملاً ... وبأيمن التَّأييد متَّشحا

وقال أيضًا /195 أ/ مبدأ قصيدة يمدح بها الملك الصالح ناصر الدين محمود بن محمد بن داود: [من السريع]

بتُّ أراعي النَّجم حتَّى الصَّباح ... في حبِّ من كان هواها مزاح

فصار جداً والهوى لم يزل ... يدبُّ في القلب دبيب الرِّياح

لمَّا تعلَّقت بها قال لي ... قلبي فقد تهت بها لا جناح

وجه كبدر التًّم يحوي لمى ... كأنَّه المسك إذا المسك فاح

وثغرها المنظوم من لؤلؤ ... منضَّد مثل بياض الأقاح

تريش بالهدب سهام الهوى ... وتثخن العاشق منها جراح

كأنَّما ريقتها قرقف ... ترشف من تلك الثَّنايا الملاح

يقلُّ خوط البان منها نقًا ... يموج من تحت مشد الوشاح

فلو رأتها الشَّمس قالت إذا ... ما غبت كوني عوضي في الصَّباح

فعدَّ عن ذكر سناها ولذ ... بناصر الِّدين الكثير السَّماح

وقال فيه أيضًا يمدحه من قصيدة: [من المديد]

/195 ب/ فاض دمعي ليتهم نزحوا ... ما جرى منه وما أنتزحوا

جيرة صدُّوا بلا سبب ... خسروا مثلي وما ربحوا

ومن الابراح أنَّهم ... أفسدوا مني وما أصطلحوا

لو أرادوا وصل مكتئب ... ما نأوا عنه ولا برحوا

رحلوا والرُّوح موثقةً ... معهم والجسم مطَّرح

لم يبن لولا الكلام ضنى ... فهو من فرط الأسى شبح

أقصروا فالعشق أطيب ما ... يبتلى فيه ويفتضح

لا تلوموني فلي ملك ... بثياب العزِّ متَّشخ

ملك بالفضل مغتبق ... وببذل المال مصطبح

ناصر الدِّين الَّذين انتصرت ... بعلاه في الورى المدح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015